ستمهد الزيارة الطريق للتعاون الأكبر مع شركاء الهند في الجنوب العالمي، يقول وزارة الشؤون الخارجية
في مبادرة دبلوماسية تهدف لتعميق علاقات الهند مع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، سيبدأ وزير الدولة للشؤون الخارجية والمنسوجات، بابيترا مارغريتا، جولة رسمية مدتها تسعة أيام من 30 سبتمبر إلى 8 أكتوبر 2024. ستشمل زيارته أربعة دول هي: المكسيك، غرينادا، باربادوس، وأنتيغوا وباربودا.

تبرز الزيارة تعميق العلاقة بين الهند وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، ومن المتوقع أن تعزز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية، وتمهد الطريق للتعاون الأكبر مع شركاء الهند في الجنوب العالمي، كما قالت وزارة الخارجية الهندية يوم السبت (28 سبتمبر 2024).

سيبدأ برنامج وزير الدولة مارغريتا في المكسيك من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2024، حيث سيمثل الهند في حفل تنصيب كلوديا شاينباوم، الرئيسة المنتخبة حديثاً للمكسيك. يجعل النفوذ الاقتصادي المتزايد للمكسيك وقيادتها في المنطقة منها شريكاً أساسياً للهند، حيث يسعى كلا البلدين لتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا.

لقد مشت المكسيك والهند روابط دبلوماسية منذ أكثر من 70 عاماً، وسيسلط وجود وزير الدولة مارغريتا في حفل التنصيب الضوء على الموقف الايجابي للهند تجاه دعم الانتقالات الديمقراطية وتغيرات القيادة في الدول الشريكة لها. من المتوقع أن تسهم زيارته في تعزيز التعاون الأعمق في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، وتبادلات الثقافات، خاصة بالنظر إلى المصالح المشتركة لكلا الدولتين في المنتديات العالمية مثل الأمم المتحدة.

بعد إقامته في المكسيك، سيتوجه مارغريتا إلى غرينادا من 2 إلى 4 أكتوبر 2024، وتتميز هذه الزيارة بأهمية خاصة حيث تمثل الزيارة الوزارية الأولى للبلاد منذ عام 2018، مما يشير إلى اهتمام الهند المتجدد بجزيرة غرينادا والمنطقة الكاريبية بشكل عام. خلال زيارته، يُتوقع من وزير الدولة أن يشارك في مناقشات على أعلى المستويات مع وزير خارجية غرينادا والقادة السياسيين الآخرين، يركزون فيها على قضايا الاهتمام المشترك، بما في ذلك التجارة وتغير المناخ والتعليم.

غرينادا، وهي دولة جزيرة صغيرة في الكاريبي الشرقي، أصبحت نقطة تركيز متزايدة للجهود الدبلوماسية الهندية في المنطقة، خاصة في إطار التعاون الجنوب-جنوب. لقد قدمت الهند دعمًا مستمرًا من خلال شراكات التنمية والمساعدة الفنية، ومن المتوقع أن تكشف المناقشات القادمة آفاقا جديدة للتعاون في مجالات الرعاية الصحية والتعليم ومشاريع الطاقة المتجددة.

من 4 إلى 6 أكتوبر 2024، سيزور وزير الدولة مارغريتا باربادوس، حيث سيتفاوض مع القادة السياسيين والصناعيين المهمين. وقد برزت باربادوس كقائد إقليمي في الدعوة للدول الصغيرة النامية على الساحة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بمرونة المناخ والاستدامة. الهند وباربادوس تشاركان التزاماً بمواجهة التحديات التي تطرحها تغير المناخ، ومن المتوقع أن تستكشف هذه الزيارة سبل التعاون الأكثر تقارباً في مجال الطاقة المتجددة وإدارة الكوارث ونقل التكنولوجيا.

علاوة على ذلك، ستتضمن الزيارة إلى باربادوس التفاعلات مع الجالية الهندية، وهي جالية أسهمت تاريخياً في تعزيز الرباط الثنائي بين الدولتين. تعد باربادوس وجهة مهمة لتوسع الهند، خاصة في سياق التجارة، حيث تواصل الهند توسيع بصمتها في منطقة الكاريبي.

الجزء الأخير من جولة وزير الدولة مارغريتا سيأخذه إلى أنتيغوا وباربودا من 6 إلى 8 أكتوبر 2024. ستركز هذه الزيارة على تعزيز الرباط الدبلوماسي والاقتصادي، حيث تسعى أنتيغوا وباربودا إلى تعزيز علاقاتها مع الهند، وهي قوة عالمية رئيسية. سيعقد وزير الدولة اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين في الحكومة، يستكشفون فيها فرص التعاون في السياحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات. لطالما كانت أنتيغوا وباربودا داعية لعلاقات أعمق مع الهند، بالنظر إلى تركيزها المتزايد على التعليم ومبادرات التنمية المستدامة.

جزءًا من جدول أعماله الأوسع، سوف يتفاعل وزير الدولة مع رواد الأعمال وأعضاء شبكة خريجي التعاون الهندي الفني والاقتصادي (ITEC) وأعضاء الجالية الهندية في هذه الدول. ستعمل هذه التفاعلات كمنصات رئيسية لتعزيز الشراكات الثنائية، وخاصة في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتعاون الثقافي.

بالإضافة إلى الاجتماعات السياسية على المستوى العالي، من المتوقع أيضاً أن يزور شري مارغريتا مواقع المشاريع الثنائية، مما يرمز إلى دعم الهند المستمر لمبادرات التنمية في المنطقة.

تركز الهند على تعميق الروابط مع أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. منطقة غنية بالموارد الطبيعية وتتمتع بطبقة وسطى صاعدة، توفر فرصا هائلة للتجارة والاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، تجعل التحديات المشتركة لتغير المناخ والتنمية المستدامة التعاون مع هذه الدول أكثر أهمية.

عندما ينهي وزير الدولة جولته في 8 أكتوبر 2024، من المتوقع أن تكون زيارته قد مهدت الطريق لشراكات جديدة وأقوى بين الهند وكتلة أمريكا اللاتينية الكاريبي.