الهند تستغل الفرصة لتعبير عن امتنانها لمشاركة بيرو النشطة في قمة صوت الجنوب العالمي
ناقشت الاجتماع الثالث للجنة الهند-بيرو المشتركة، الذي عقد في 18 سبتمبر 2024 في ليما، الخطوات لتعزيز العلاقة المتنامية بين الهند وبيرو. ترأست الاجتماع جايديب مازومدار، وزير الشؤون الخارجية الهندي وجون بيتر كامينو كانوك، نائب وزير الخارجية البيروفي، حيث بحثت الاجتماع طرق التعاون الجديدة في مجالات التجارة والطاقة والدفاع والبنية التحتية الرقمية والطب التقليدي والعلوم والتكنولوجيا.

ستكِّد هذا التفاعل على التعمق في الروابط الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية بين البلدين. استعرضت الجانبان العلاقات الثنائية بشكل شامل، مع التركيز القوي على الشراكات التعاونية التي من شأنها أن تعود بالنفع على البلدين في السنوات المقبلة.

استغلت الهند الفرصة للتعبير عن امتنانها لمشاركة بيرو النشطة في قمة صوت الجنوب العالمي (VOGSS). لعب وزير الخارجية البيروفي السابق، سعادة السيد خافيير غونزاليس-أولايكيا، دورا كبيرا في الطبعة الثالثة من القمة التي عقدت في أغسطس 2024. كما وجه وزير الخارجية الهندي الشكر إلى الرئيسة البيروفية، سعادة السيدة دينا بولوارت، ونائب وزير الخارجية السابق السفير هيغيراس، على مساهماتهما في الطبعان الأولى والثانية من القمة.

كان لحظة بارزة في الاجتماع هي الرسالة التي وجهتها الهند تهنئة بيرو بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لاستقلالها. بيرو، التي احتفلت بمرور 200 عام على استقلالها، تتقاسم الرابطة التاريخية العميقة مع الهند، تأسست على قيم مشتركة من الديمقراطية والتنمية والدبلوماسية.

تناولت المناقشات خلال الاجتماع المشترك عدة قطاعات، بهدف تطوير إطار قوي للتعاون في المستقبل. أكدت البلدين على ضرورة تعزيز الروابط في مجالات التجارة والتجارة، من أجل تعزيز التبادلات الثنائية. تم تحديد الطاقة والتعدين والدفاع كمجالات حاسمة يمكن أن تعمق فيها البلدين تعاونهما.

بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد الشراكة في البنية التحتية الرقمية للقطاع العام والطب التقليدي والعلوم والتكنولوجيا كفرصة قوية للتعاون. ركزت اللجنة المشتركة على الخطوات العملية للتقدم في هذه القطاعات، مع اهتمام خاص بالفوائد المحتملة لاقتصادي البلدين والتقدم التكنولوجي.

ناقشت الهند وبيرو أيضا القضايا متعددة الأطراف والإقليمية ذات الصلة، مؤكدين التزامهما المشترك بالعمل معا في المنظمات الدولية. لاحظت البلدين تعاونهما في المنتديات متعددة الأطراف وأعادت تأكيد هدفهما المشترك في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الساحة العالمية. الهند وبيرو هما من المشاركين النشطين في مختلف الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، حيث عملتا معا على العديد من القضايا العالمية، من تغير المناخ إلى تنظيم التجارة.

كان أحد النتائج البارزة للاجتماع الاتفاق على تبادل الزيارات بانتظام وتنظيم الأحداث التجارية والثقافية والتعليمية والثنائية بشكل دوري. أعرب الجانبان عن اهتمام قوي في تعزيز الروابط بين الشعوب، خاصة من خلال التبادل الثقافي والتعليمي.

الدبلوماسية الثقافية النابضة بالحياة في الهند كانت منذ فترة طويلة ركيزة لعلاقاتها الخارجية. سيوفر الاتفاق على تنظيم المزيد من الأحداث الثنائية وتعزيز التبادلات التعليمية فرصًا لكلا البلدين للتعلم من التراث الثقافي الغني والابتكارات المعاصرة لبعضهما البعض.

قبل انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة، قدم وزير الخارجية الهندي تكريمًا ورديًا على تمثال ماهاتما غاندي في حديقة لينس، في ليما، في 17 سبتمبر 2024.

أطلق مازومدار أيضا الحملة "سواتشهاتا هي سيفا" في السفارة الهندية في ليما. كجزء من الحدث، أدار اليمين النظافة لمسؤولي السفارة وأشرف على حملة النظافة التي قادتها السفارة. في رمز رمزي، زرع "شجرة الحياة" تحت حملة "إك بيد ما آك نام" في مبنى السفارة، في تأكيد على التزام الهند بالاستدامة البيئية.

كان أحد الأحداث الرئيسية خلال الزيارة هو الاحتفال بالذكرى الستين لبرنامج التعاون الهندي الفني والاقتصادي (ITEC). احتفل وزير الخارجية الهندي مازومدار برفقة نائب وزير الخارجية البيروفي بيتر كامينو ونائب وزير التعليم سيسيليا ديل بيلار غارسيا دياز بهذا المعلم مع أكثر من 100 من خريجي البرنامج.





لطالما كان برنامج ITEC منصة هامة لبناء القدرات والتدريب التقني. منذ بدايته في عام 1964، وفر البرنامج فرص التدريب لأكثر من 200,000 مسؤول من 160 دولة، بما في ذلك بيرو.

في 19 سبتمبر 2024 ، التقى مازومدار أيضا مع نائب وزير الصحة البيروفي إيريك ريكاردو بينا سانشيز لمناقشة توسيع التعاون في القطاع الصحي والصيدلي. تركزت المحادثة على مشاركة الهند في خبرتها في الرعاية الصحية الميسورة التكلفة والأدوية، حيث كانت الجانبان حريصين على استكشاف المشروعات التعاونية التي قد تعود بالنفع على الصحة العامة في كلا البلدين. صناعة الأدوية في الهند هي واحدة من أكبر الصناعات في العالم.

لافت النظر أن الاجتماع الثالث للجنة الهند-بيرو المشتركة أبرز قوة العلاقة الثنائية بين البلدين ووضع أساسًا للتعاون في المستقبل. واتفق الجانبان على الحفاظ على التفاعلات المنتظمة على المستويات العليا ومواصلة العمل معا لتعزيز التجارة والتبادل الثقافي والفرص التعليمية.

في الوقت الذي تواصل فيه الهند وبيرو بناء شراكتهما، تبشر المستقبل بتعاون أكبر في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والدفاع والرعاية الصحية. أكد الاجتماع المشترك على التزام كلا البلدين بتعميق علاقاتهما والمساهمة في التنمية العالمية من خلال التعاون والقيم المشتركة.

مع وجود اتفاقيات جديدة في الأفق والروابط الدبلوماسية القوية الموجودة، فإن شراكة الهند - بيرو مَددت لتصبح أقوى في السنوات المقبلة.