التتألف الوثائق من يوميات شخصية، دفاتر الحسابات، برقيات، اقتباسات، خطابات، وصور.
في مبادرة تاريخية للحفاظ على التراث الغني والتاريخ للمجتمع الهندي في عمان، نجحت سفارة الهند في مسقط، بالتعاون مع الأرشيفات الوطنية للهند (NAI)، في تحويل أكثر من 7000 وثيقة تاريخية إلى الشكل الرقمي. هذه السجلات، المستقدمة من مجموعات شخصية تعود لـ32 عائلة هندية بارزة عاشت في عمان لأكثر من قرن، تم فحصها وأرشفتها بعناية خلال عشرة أيام.
 
وفقا للسفارة الهندية، تتضمن الوثائق، بعضها يرجع إلى عام 1838، مجموعة متنوعة من المواد مثل المذكرات الشخصية، كتب الحسابات، سجلات التجارة، البرقيات، الفواتير التجارية، الجوازات، الإشادات، الرسائل، والصور. تحكي هذه التحف بصورة جماعية قصة الشتات الهندي في عمان، مبرزة عاداتهم الثقافية، أنشطتهم الاجتماعية، والمساهمات المهمة في التجارة والتجارة في المنطقة.
 
قال أميت نارانغ، السفير الهندي لدى عمان، في إحاطة لوسائل الإعلام يوم الاثنين (27 مايو 2024): "هذه مبادرة فريدة تبرز التاريخ الغني والروابط التجارية بين الهند وعمان. نحن سعداء لاستلامنا أكثر من 7000 وثيقة من 32 عائلة هندية من ولاية غوجارات، قد عاشوا في عمان لأكثر من قرن". وأكد نارانغ على الجهد الممعن الذي بذل في أرشفة هذه الوثائق التاريخية وأعرب عن ارتياحه لاكتمال المشروع بنجاح.
 
أُجري المشروع، بعنوان "مجموعة عمان - التراث الأرشيفي للمجتمع الهندي في عمان"، في الفترة من 19 إلى 27 مايو 2024، في مقر سفارة الهند في مسقط. هذا الحدث يشكل أول مشروع خارجي يقوم به ال NAI من أجل تحويل وأرشفة وثائق الشتات، مما يمثل خطوة هامة للحفاظ على تاريخ المجتمع الهندي في الخارج.
 
قد تلقت هذه المبادرة دعماً كبيراً من هيئة السجلات والأرشيف الوطني (NRAA) في عمان. عبر الشيخ أنيل خيمجي، رئيس المجتمع الهندي في عمان، عن تقديره للمشروع، معترفاً برؤية رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ووزير الشؤون الخارجية S. جايشانكار في التعامل مع الشتات الهندي.
 
قال خيمجي: "أرشفة الوثائق التاريخية للشتات الهندي من قبل سفارة الهند سوف تسهم بشكل كبير في الحفاظ على تاريخهم وفي الوقت نفسه تستعرض الروابط التاريخية المتميزة بين الهند وسلطنة عمان".
 
كالبانا شوكلا، نائب المدير في NAI، أبرزت جانبا مهما آخر من المشروع هو تسجيل وتحويل التاريخ الشفهي إلى رقمي. قالت شوكلا: "هذه هي المرة الأولى التي نقرر فيها القيام بتحويل شفهي، وكان لي الفرصة لمقابلة العائلات وتسجيل عشرة من أعضاء المجتمع الأكبر سنا. كان من الرائع معرفة كيف عاش العمانيون والهنود في تناغم كبير وثقوا ببعضهم البعض فيما يتعلق بالتجارة والأمور التجارية".
 
تلتقط هذه القصص من اليد الأولى مجموعة واسعة من القصص، بما في ذلك الحكايات الشخصية، تجارب الهجرة، وتطور المجتمع الهندي في عمان على مر العقود.
 
الوثائق التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي، والتي تتضمن مواد باللغة الإنجليزية، العربية، الغوجاراتية، والهندية، ستتم أرشفتها وجعلها قابلة للوصول من خلال 'أبهيليخ باتال'، البوابة الرقمية لـ NAI. سيسمح هذا الجهاز للباحثين والجمهور العريض بتصفح هذه السجلات القيمة، مما يعزز فهم أعمق للتفاعلات التاريخية والتبادلات الاقتصادية التي شكلت وجود المجتمع الهندي في عمان.
 
تضم العائلات التي تم تحويل وثائقها إلى الشكل الرقمي عائلة راتانسي بورشوتام، وعائلة خيمجي رامداس، وعائلة هاريداس نينسي، وغيرها الكثير. هذه الوثائق توفر سرد حي لتاريخ المجتمع الهندي في عمان، معكسة اندماجهم في المجتمع العماني والحفاظ على التقاليد الهندية في الخارج.
 
علق أرون سينغال، مدير عام NAI، على أهمية المشروع قائلاً: "هذه هي المرة الأولى التي نجمع فيها ونقوم بتحويل أرشيفات خاصة لوثائق الشتات من الخارج. هذا يشكل معلما تاريخيا لـ NAI وخطوة هامة نحو الحفاظ على التراث الغني والسرد للمجتمع الهندي المتنوع في الخارج".
 
أشار السفير نارانغ إلى أن هذا المشروع يتماشى مع رؤية رئيس الوزراء مودي لتقوية الروابط مع الشتات الهندي في جميع أنحاء العالم. قال: "من خلال توثيق والحفاظ على تاريخ المجتمع الهندي في عمان، نحن نعيد إشعال جزء حيوي من تراثنا المشترك والتعمق في التعامل مع الشتات".
 
المشروع الناجح لتحويل الوثائق إلى الشكل الرقمي ليس فقط للحفاظ على السجلات التاريخية، ولكن أيضاً لتعزيز التعامل المركز مع المجتمع الهندي للشتات في عمان. يسلط الأضواء على الصداقة الطويلة الأمد بين الهند وعمان ويعمل باعتباره موردا قيما للأجيال المستقبلية، مما يضمن أن التراث الغني للمجتمع الهندي في عمان متاح ومقدر.